1- الحج والعمرة: وهو أفضل عبادة في هذه الأيام، ومن لم يستطع الحج والعمرة ففي حديث رسول الله- صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم- العوض والخير حيث قال- صلى الله عليه وسلم-: "مَن صلى الفجر في جماعة ثم قعد يذكر الله حتى تطلع الشمس ثم صلى ركعتين كانت له كأجر حجة وعمرة تامة تامة تامة".
2- الصيام: فإن لم تتمكن من صيامها كلها فصم ما تستطيع منها وبالأخص يوم عرفة، ولقد كان النبي- صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم- يقوم هذه الأيام كلها؛ وذلك في الحديث الذي روته بعض زوجاته "كان النبي- صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم- يصوم تسع ذي الحجة ويوم عاشوراء وثلاثة أيام من كل شهر"، وليس ببعيد على أحد فضل الصوم بصفة عامة فما بالك بهذه الأيام لحديث النبي- صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم- "ما من عبدٍ يصوم يومًا في سبيل الله إلا باعد الله بذلك اليوم وجهه عن النار سبعين خريفًا" وحديث النبي- صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم-: "ما من أيام أحب إلى الله تعالى أن يعبد فيها من عشر ذي الحجة يعدل صيام كل يوم صيام سنة وقيام كل ليلة منها بقيام ليلة القدر".
3- التكبير والذكر في هذه الأيام: وذلك لقوله تعالى ﴿وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ﴾ (البقرة: من الآية 185)، ولقد ذكر البخاري أن ابن عمر وأبا هريرة كانا يخرجان إلى السوق في العشر فيكبرون فيكبر الناس بتكبيرهما.
وروى إسحاق أنَّ الصحابة كانوا يقولون في العشر الله أكبر الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله الله أكبر الله أكبر ولله الحمد، ويستحب رفع الصوت بالتكبير في الأسواق والدور والطرق والمساجد وغيرها.
4- إحياء سنة التكبير: وسنة التكبير في العشر الأوائل كادت تندثر.. فهيا أيها المسلمون نحيي هذه السنة فنأخذ ثوابًا عظيمًا لقول المعصوم- صلى الله عليه وسلم- "مَن أحيا سنة من سنتي قد أميتت بعدي فإن له من الأجر مثل من عمل بها من غير أن ينقص من أجورهم شيء".
5- كثرة الأعمال الصالحة: وذلك من نوافل العبادات كصلاة السنن والصدقات، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وقراءة القرآن للحديث القدسي "ما تقرب إلي عبد بأحب مما افترضته عليه ولا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها، والرجل الذي يمشي عليها، ولئن سألني لأعطينه، ولئن استعاذني لأعيذنه"، فلا بد للمسلم أن يكثر من الأعمال الصالحة.
في هذه الأيام لأن العمل في اليوم الواحد من هذه الأيام يساوي قدر غزوة في سبيل الله قال الأوزاعي: بلغني أن العمل في اليوم من أيام العشر كقدر غزوة في سبيل الله يصام نهارها ويحرس ليلها إلا أن يختص امرؤ بشهادة فلنكثر من الصيام وقيام الليل؛ حيث يقول- صلى الله عليه وسلم-: "أيها الناس أفشوا السلام وأطعموا الطعام وصلوا بالليل والناس نيام وصلوا الأرحام تدخلوا الجنة بسلام".
ولنعلم أن السعادة الحقيقية لتمتلئ القلب حين يخلو العبد بالله عز وجل والناس نيام ويالها من لذة حين تقف بين يدي الله في الثلث الأخير من الليل تدعو وتنيب إلى الله وترى بعدها حالك، يقول ابن المنكدر: ما بقى من لذات الدنيا إلا ثلاث قيام الليل ولقاء الإخوان وصلاة الجماعة.
ذكر الله عز وجل والإكثار منه في هذه الأيام؛ وذلك لحديث أبي الدرداء عن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم قال "ألا أدلكم بخير أعمالكم وأزكاها عند مليككم وأرفعها في درجاتكم وخير لكم من إعطاء الذهب والفضة، وأن تلقوا عدوكم فتضربوا أعناقهم ويضربون أعناقكم قالوا وما ذلك يا رسول الله قال ذكر الله عز وجل".
ما عمل آدمي يوم النحر عملاً أحب إلى الله من إهراقه دمًا وأنها لتأتي يوم القيامة بقرونها وأظلافها وأشعارها وأن الدم ليقع من الله عز وجل بمكان قبل أن يقع على الأرض وطيبوا بها نفسًا.
أيها المسلمون فلنتعلم من الأضحية أولاً السمع والطاعة لله ولرسوله فنذبح وقت الذبح وننتقي ما يوافق السنة ونذبح على هدي الحبيب محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم.
ثانيًا: التكامل بين أفراد الأمة فمن ذبح يعطي ويهدي لمن لم يذبح وخاصة الفقراء والمساكين.
ثالثًا: لن ينال الله من لحوم الأضحية شيئًا ولكن يناله التقوى من العبد الذي يذبح لطاعته سبحانه وتعالى.
فالبدار البدار قبل ضياع الفرصة والغنيمة الغنيمة بانتهاز فرصة هذه الأيام العظيمة فما منها عوض ولا تقدر بثمن، والعجل العجل قبل هجوم الأجل.
وقبل أن يندم المفرط على ما فعل ويسأل ربه الرجعة فلا يجاب إلى ما سأل يقول النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم: "الويل لمَن حُرم خير أيام العشر وعليكم بصيام التاسع خاصة فإن فيه من الخيرات أكثر من أن يحصيها العادون"